آخر الأخبار

قراءة للمزايدة كتبت توصيفا لأشعار الشروش

راصد الإخباري :  


الطفيلة - راصد
كتب عبدالله الحميدي

محمد الشروش. 
 ذلك الشاعر الذي امتطى صهوة الشِّعر، وامتلك عِنان القوافي والمفردات منذ نعومة أظفاره

 ذلك في مستهل ما كتبه الشاعر بكر المزايده في تحليل غير مسبوق لقراءات ناضجة لقصائد الشاعر محمد  الشروش
وتاليا نص القراءة، 


محمد الشروش. 
 ذلك الشاعر الذي امتطى صهوة الشِّعر، وامتلك عِنان القوافي والمفردات منذ نعومة أظفاره
حتى غدا
الشعر يسري في لواعج صدره وحناياه، ويضيء
 مصابيحا في محياه. 

 ذلك الشاعر الذي جرى حب الوطن والأرض في
شرايينه وأوردتهِ، واكتوى بحب الجنوب وآلامه
وآهاته، فقال : 
من الجنوب وهل تدرون مالموجعُ
 وهل  تبقى  إلى  الأحزان  متسعُ

 ذلك الشاعر الذي تألم وتوجع لفقد الأحبة 
والأصدقاء والذين تركوا فيه جرحا لا يبرى، 
وبقي ينتظر على ضفاف الذكريات. 

 وإنني أرى أمامي قصائدا قد لبستْ أحزان 
تيسير السبول ، وتزفر بأنفاس حبيب الزيودي
وعليها تراتيل عرار. 

إن ما يميز شعر الأستاذ المحامي محمد الشروش
بعد القراءة لقصائده ومعرفتي ببعض القصائد التي
لم تنشر، أن هذه القصائد احتشدت فيها المعاني 
الجميلة والقيم السامية الرفيعة والتي توائمت مع
المفردات، من خلال الصور الشعرية المركبة التي
تخاطب الوجدان والعقل، والموسيقى التى تنساب 
بين ألفاظاها، 

فقد غلبَ على شعرهِ طابع البساطة ووضوح
المعاني وعدم التكلف،غزلاً ومدحاً ووصفاً ورثاءً. 

 ابتعد في شعره عن الألفاظ المتوحشة والمعقدة
 فأصبح بإمكان المتلقي فهم شعره بسهولة ويسر. 
وهذا ظهر جلياً في أكثر قصائده العمودية والشعر الحر. والشواهد كثيرة في ذلك. 

 صدق العاطفة وغزارتها في معظم القصائد. 
 كما في قصيدة يا قدس :
ياقدسُ ماسَكَنتْ إلاّكِ غاليةٌ 
  بينَ الضّلوعِ  ولا أشْرَكْتُ في السّكنِ 
بيروتُ يادرّةً في جيدِ فاتنةٍ 
  مَنْ مزّقَ الجيدَ آهٍ دورَةَ الزّمنِ

 وكما في الغزل أيضا، فقد كان الغزل وجدانيا صادقا
عفيفاً لا يجسد أجزاء المرأة وإنما عذريا يخاطب الأطياف
ويقوم على اللوعة والشكوى. 
عشرون دهراً من التسهيد والأرقِ
لا أشتهي النومَ إلا من لظى قلقي
عشرون دهراً وللأحزان دولتها
منذ افترقنا ولاح البعدُ في الأفقِ
كالطفل أبحث في عينيكِ عن لغة 
هي المسافةُ بين الشمسِ والغسقِ

 الألم والتوجع والتوجد لفقد الأحبة، وأورد
هنا ما قاله في المرحوم مروان الرفوع
الموتُ في الزمنِ الجريحِ غيابُ
         والحزنُ  نارٌ والرحيل عذابُ
وأدور في حمّى الفجيعة باكياً
      ويُميتُ روحي في الفضاءِ خرابُ
الدهر يجرح بالغياب قلوبنا
             والدهرُ يقسو والدروب يبابُ

 التكرار اللفظي في أغلب القصائد سواء البسيط
  للعنوان مثل ما ورد في قصيدة

 يا قدس، حيث كرر العنوان مرتين في القصيدة. 
٠ التكرار المركب وكما ورد في قصيدة مرثية
تيسير السبول :
انا يا صديقي…  وأنت الصديق
ومرّ الغداة…  وبعد الغداة
وايضا في قصيدة قلبي لكم والتي تكرر فيها
العنوان ثلاث مرات. 
و التكرار يترك أثرا موسيقيا تشعر به الأذن 
ويتفاعل مع الوجدان. 

يميل الشاعر إلى الرمز في بعض القصائد
كما في قصيدة "الحذاء" التي تأخذ القاريء إلى 
أسئلة كثيرة ويسرح فيها الخيال على أبعد مدًى. 
… و الأسبق في لبس حذائي
كأن يساريا مبغوضا من كل يمين
والرجل اليسرى ضيقة
والتلف الواضح كان يمين. 

 تفيض القصائد بالصور الشعرية بلغة تصويرية
ساحرة تجذب القاريء وتأسر وجدانه، ونادرا
 ما يخلو بيت من صورة شعرية من استعارة
وتشبيه، والتي لا تتشابه في مختلف نصوص الشاعر. 

ظهور ذات الشاعر والتعبير عما يجول فيها
من انفعلات تجاه نفسه وتجاه الواقع. 
لاهثا استل انفاسي
وألقي في شرود الصمتِ
معنى أن أكون… 
حين الفي لهفة البعد
ويطويني مداه
اشتكى للوجد بعضا من رؤاهْ

 جنوح الشاعر في الوزن والقافية نحو بحرين 
أكثر من غيرها هما البسيط والكامل، والاستخدام القليل
لغيرهما من البحور. 

 هيمنة أسلوب (النداء) في بناء الأسلوب لدى الشاعر، على نحو يعكس الحضور الذهني والنفسي للشاعر. 
. يا قبر رفقا بمن اودعته قدراً
  جنان خلد لمن بالخُلق يتصفُ
. يا شعر طوقنا الفسادُ بخيطه
وخيوطنا نسجت بشرنقة الرذيله
. يا خالُ في وطني للّدون منزلةٌ
 وأنت تعلم ما ترجوا الشياطينُ
والشواهد كثيرة في ذلك. 

وفي الختام :
يُعد شعر الأستاذ محمد الشروش حقلاً خصباً لدراسة أسلوبية ناجعة، في تمثلها الأسلوبي والفكري،والذي تفتقت موهبته من أكمام اللغة والبلاغة، وزيادة على ذلك اتساع المعجم اللغوي
للشاعر. لذلك سأترك المجال للأدباء والنقاد والمختصين في 
تشريح النصوص في ملتقانا الحبيب للوقوف على ما تخفيه
النصوص من جمال وأفكار لم نستطع الوصول إليها او قراءتها. والأجمل أن نرى ديوانا للشاعر في قادم الأيام. 

جزيل الشكر والتقدير والإحترام لكل فرد في ملتقى السلع الثقافي الذي جمعنا على الثقافة والمحبة ممثلا بسادن الملتقى الأستاذ غازي العمريين المكرم. 
ولكم جميعا خالص الود وأطيب التحايا. 
وعذراً على التقصير.

وفي التعليقات والحوارات حيالما كتبه شاعرنا المزايده. فاءن  الباحثة فيفيان الشويري تعقد مقارنة  بين تشريح النصوص وتشريح المعاني وتبيان الأسلوب والإضاءة على الأبعاد والدلالات، فتح الشاعر المحلل بكر المزايدة، ورشة تنقيب وبحث بلاغي، متّبعا خطة منظمة، منهجية متقنة وجاعلا من القصائد الشروشية حقل دراسة هي الأدق، متقفيا أثر  جمال بوحها من القدس إلى دمشق فبيروت... 
ثم انتهى بكرنا إلى الاعتذار عن التقصير، وفي العادة يقدم العذر عن التطويل... وقد وددنا لو ان المجال يتسع اكثر لشاعرنا المرهف لكي يتحفنا بعلمه الانيق وتطول بنا فرصة الاستماع لعرض المزيد من الشرح والتبيان، وقد طربنا واستمتعنا وانتشينا أيضا بجمال اللغة والتعبير، واتحفنا اسلوبه السهل الممتنع تماما كما يتحفنا بقصائده المسكوبة سكبة واحدة والتي تنساب إلى الروح والوجدان  بلاطفة متناهية  وتهدهد النفس كالنسيم العليل.
هنييا لقصائد محمد الشروش بتشريحك المبضعي اللطيف والانيق والمكتمل  تقنية وتعبيرا،  وما نثرك، شاعرنا، الا من  شعرك المنظوم.

 جاءت  مداخلة الأديب والشاعر خليل إبراهيم الخوالدة، وفق معالي الدكتور فيصل الرفوع. في استدراك لفارق الوقت بين كندا والاردن، التي آثرانا بها اليوم، وفي سياق حراكه مع ما جاد به الشاعر  والأديب الأستاذ محمد الشروش، لتمثل إضافة نوعية لهذه الندوة الادبية- الفكرية، والتي ينظمها ملتقانا الواعد،   ملتقى السلع الثقافي، ولتضيف مدماكا إيجابيا  آخر، لما قيل ويقال، عن وفي وعلى ما طرحه الأستاذ محمد الشروش، من شعر وادب.
كما جاء رأي الأستاذ خليل في تحليله الدقيق، بإحاطة العالم برؤى العربية وعالمها الراقي والرائع، فالشكر الموصول، للمتحدث. الأستاذ ابا احمد. وللمعقب. الاستاذ خليل، ورحم الله استاذي الأستاذ يحي الخوالدة ابا نضال.

سلم قلمك وفكرك النير اخي الأديب  والشاعر الأستاذ بكر المزايدة. 

وختم بالقول إنني  أرى بأن جنابك أبدع في التحليل والتمحيص والإضافة  لما طرحة  الأديب والشاعر الخال محمد الشروش. 

 ولايمن الرواشدة الشاعر المرهف. دائما ما يقول، فيرى ان أجمل الأدب أن يلتقي شاعران على مائدةٍ واحدة .. أحدهما يطهوه حتى ينضج ويقدمه في أطباقٍ من أثيرٍ لأهل الذوق .. وآخر يتذوقه كأنه في رياض الجنة يتسوّغ من شهدها ما يشاء..
وأجمل رحلات الأدب في حدائق فكر الشاعر المهيب.
تحية أبا آدم الحبيب على ما أتحفتنا به

ويؤشر الاديب أ. احمد الحليسي على ما قرأ ويقول لقد تناولت قصائد الشاعر محمد الشروش، حللت المحتوى، واضفت من روحك الشاعرية، شاعر يتحدث عن شاعر بحب واقتدار، حفظك الله ورعاك استاذ بكر.

ويؤكد الشاعر والأكاديمية د. صقر الصقور، ما وجده في شعر المزايده فيقول ..
"اوجزت فأوفيت .. وأطنبت فأحطت" .. 

وفي نظرة فاحصة قال استاذ الادب العربي في مؤته، د. خليل الرفوع، "أخي أبا آدم  العزيز وليْ فيك خؤولةٌ مكرمة.
أحسنت تحليلا ونقدا ، وفي شعر الأخ أبي أحمد ما يستحق التأمل .ولقد استمتعت بما عقبتَ به من نظرات ثاقبة" .

ورآه د. سالم الفقير. مدير ثقافة الطفيلة. شاعر يكتب إلى شاعر، تلك حالة أوجدها الأدباء كشيء من رد الجميل.
الشاعر بكر المزايدة وجد في الشاعر الشروش ضالته، فهو يبحث عن مواطن الحزن فوجدها، وجراح العروبة ولزمها.
مقال جميل جاء به الشاعر بكر المزايدة، علما أن الشعراء يذهبون في قراءاتهم لأبعد من ذلك؛ لكنه طبع الكريم 

 وقال الشاعر مشهور المزايده ان بكر المزايدة أثرى الملتقى بمحاور جديدة سلط فيها الضوء على خصائص شعر محمد الشروش التي تميزت بالوضوح والجمال  مثلما تميزت بحسن توظيف الرمز بشكل جميل غير مبالغ فيه.

وهنا نجد بكر المزايدة قد قدم  لنا دررا من النماذج الشعرية التي استقاها ليبرز ما فيها من جمال وليحدد العلاقة الوجدانية التي تجمع روح الشروش بشعراء الوطن الذين ارتبطت أسماؤهم بالأردن

وتعدها من اروع الشعر الحديث، حين تصف الاديبة المغربية الشاعر بالجاد. والقصيدة بالرسالة

وقالت امينة الجمجومي، ان قراءآت الاعضاء كلها تبدي الإعجاب بما كتب الشاعر الشروش، لكنها تقول ان اول قراءة معمقة، هي هذه التي كتبها الشاعر بكر المزايدة. لما القت من ضوء على كل تفاصيل الشعر الذي قدمه الشاعر. 

 ويرى الشاعر خليل الخوالده ان شعر الاستاذ محمد الشروش حقلا خصبا لدراسة اسلوبية... وقد دخلت الحقل فسقيت السواقي بأسلوبك الدافق وعيا شعريا... واقتطفت لنا من ورود الاستاذ محمد الجميلة والعابقة شذىً وطنيا ووفاء ورثاء وحبا عذريا وغزلا جميلا يشد النفس اليه شدا.. وقد مددت ورقتك في التشريح مدا.. وجئت على خصال الشاعر والشعر فعددتها واحصيتها عدا... وقد تبين لي أن كل الملتقى يكن للاستاذ الشروش احتراما وودا....... لقد نظمت يا اخي ورقتك بنقاط وسردتها سردا... ثم تركت لنا المشرحة وقد تركت فيها من قولك بخورا وندا...... 
لقد اجدت اخي بكر الشاعر الأديب... وحري بشاعرنا الشروش ان تجاد له الكلمات ويبسط له التحليل.. ويحظى وتحظى بكل إحترام وتبجيل... 
التحية والتقدير لكما ولسادن الملتقى الإعلامي القدير الاستاذ غازي العمريين.. 
ولكل الأعضاء الكرام الطيبين

 ولفت الشاعرة نبيلة حمد الى ان أجمل ما قرأت هنا أن قصائد الشروش اتسمت بالبساطة ووضوح المعاني فهي قريبة للمتلقي العادي وليس هذا على حساب التصوير الفني الذي كان يُنسج بمهارة وذكاء لا ينكره أحد ، وأضفت لكل هذا حرارة الإحساس الذي ترجمه هذا الحزن الساحر 

 ويؤكد التربوي محمد التميمي انه دخل لإنتاج الشاعر بطريقة العارف والمحترف تناول موضوعات القصائد من القدس للجنوب لمرثية المرحوم مروان الرفوع إلى  عناوين طرحت ولم تطرح وحتى اسكافي الأحذية 
تناولها الأديب بكر المزايدة بطريقة الفنان العارف ودخل أغوار حروفها  وقدمها لنا جاهزة على مائدة الملتقى 

في هذه السطور صدح حرفك بلونك، ذلك ما رأته القاصة مريم العنانزه، التي زادت بالقول وذوقك السامي، ناشرا فيضا من بلاغة أصيلة حاملة عرضا أنيقا مستعينا بما خطه الشروش من أعذب الشعر، فهنا يلتقي الشعراء ، ليبين الرؤى الممتدة بأعذب الكلام والمنطوق،  وحسن توظيف النماذج المختارة،  ورقة تناولت موضوعات جمة فأزهرت اللغة بتحليل ممتع، ليبقى الأمل متقدا مهما طال الزمن... أحطت فأبدعت... كل التحايا والتقدير...