آخر الأخبار

الاستقلال هوية وانتماء وعقيدة واستقرار متمامل

راصد الإخباري :  


الاستقلال معنًى وذكرى

د. خليل الرفوع
أستاذ الأدب العربي في جامعة مؤته


في ذكرى الاستقلال يتجلّى في الخاطر الدعاء  أن يحفظ الله الأردن على خطى الذين أسسوا بنيان ؛ ليكون دولة قومية معاصرة بنيت على العلم والوحدة والتضحية، هو الأردن لم يكن إلا سهاما لا تطيش في قوس الأمة ورصاصا لا يخطئ مساره في زنادها وشُهُبا تنير السبل في سمائها ، وقد أسس دولته على فكرة مقدسة لا زيغ فيها ولا هوًى، إنها أخوة الأنصار والمهاجرين انطلاقا من مفهوم عروبة الأرض والمواطن والتاريخ، وهي ذات الفكرة المقدسة التي بنى  الرسول عليه السلام مجتمع الإخاء في المدينة المنورة فكانت بدء التكوين الحضاري ، لم يك ذلك الفعل العملي كلاما إنشائيا بل كان واقعا مشهودًا نراه بأعيننا  ، هذا هو الأردن انتماءً وفكرًا وواقعًا لم يك إلا لأمته في جميع مواقفها وحروبها ومنعطفاتها التاريخية.
       الاستقلال هوية وطنية وانتماء قومي وعقيدة حق هكذا  علمها ويعلمها الأردنيون ، وهكذا يؤمنون بها بلا تبعية أو تنازل عن السيادة أو انحراف عن مجمل القضايا القومية وفي مقدمتها تحرير فلسطين، 
         لقد استقل الأردن مرتين ، الأولى : عام تأسيس الدولة الأردنية حينما أُخْرِجَ غرباءُ الاتحاد والترقي بعد أربعة عقود من التجهيل  ، والثانية ، حينما أخرج الانتداب البريطاني ، وفي الاثنتين كانت القيادة واحدة ، والإرادة واحدة ، والرؤية واحدة ، استكمالا لبناء الدولة الذي لا ينهض إلا بموازاة بناء الإنسان تعليما وفكرا وانتماء ، ولقد نجح ذلك كله ، ابتداء من الاستقرار السياسي والإخاء المجتمعي ، والنمو الاقتصادي ، وصولا إلى ما نشهده اليوم من استقرار  متكامل في بناء الدولة الأردنية المعاصرة محميةً بإرادة الله ثم بالدستور والقوانين والأنظمة والتوافق العام على المحافظة على بنيان الدولة وأمنها وأمانها.
  الاستقلال مفهوم لا ينظر من خلاله إلى لحظة خروج المحتل بل إلى منجزات القيادة الوطنية واقعا مشهودًا ، وإلى مدى عمق العلاقة بين القيادة والشعب ، وما انماز به الاستقلال في وطننا المشاركة السياسية بوعي في اتخاذ القرارات السيادية ، ولنا أن نفخر بوطننا ومنجزاتنا الحضارية التي تترسخ وتتمدد وتتجلى كل يوم  .
        في ذكرى الاستقلال نجدد الولاء لوطن غرسناه حبًّا وفداءً في قلوبنا ، ألا أنعم صباحا أيها الربعُ واسلمِ ، وإنك في الذكرى كتابُنا محفوظًا ، وعهدُنا مرفوعًا ، وميثاقنا الذي واثقتنا وواثقناك به ، ودونك رقابنا ودماؤنا وكرامتنا  حتى آخر العهد بنا ، وفي الاستقلال لك الوجد كله طيبًا وكرامةً ، ولنا منك الأمن والأمان والرَّوح والريحان.